Friday, December 08, 2006


علماء روس يعدون بالكشف عن لغز الحضارة
المصرية كاملا في عام 2011
أسرار رياضية في هرم خوفو تؤكد أن الفراعنة توصلوا إلى النسبية قبل اينشتاين

بقلم: أحمد يوسف
يسعى نحو 27 عالما روسيا متخصصين في علوم المصريات والرياضيات منذ عدة سنوات إلى حل لغز الحضارة الفرعونية، وفك شفرة التكنولوجيا، التي استخدمها المصريون القدماء في بناء أهراماتهم ومعابدهم، ومؤخرا أكدت المعطيات الأولية لعمل هذا الفريق في الهرم الاكبر، أن الفراعنة توصلوا الى نظرية النسبية وما بعدها، قبل اينشتاين بخمسة آلاف عام. وفي جو أحيط بالسرية عقد هذا الفريق بالتعاون مع جامعة موسكو ستيت يونيفرسال، المؤتمر العلمي الثاني له بفندق دلتا بيرميدس، المطل على الأهرامات بالجيزة، المؤتمر الدولي الثاني. وحمل المؤتمر الذي استمرت فعالياته من 4 الى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اسم «هندسة فينسلر واستكمال نظرية النسبية». وتوصل العلماء، على ضوء هذه الهندسة، التي تعد أكثر فروع الرياضيات تقدما، إلى أول دراسة علمية تستند إلى المعادلات الرياضية البحتة، في كشف لغز الفراعنة وطريقة بنائهم للأهرامات، وعلى وجه الخصوص الهرم الأكبر هرم خوفو، وهو أول هرم بناه المصريون القدماء.
شارك في المؤتمر، الذي يعد بمثابة ورشة عمل، 70 عالما ومتخصصا عالميا يتقدمهم 27 عالما روسيا، برئاسة العالم الروسي ديمترى بافلوف المتخصص فى هندسة فينسلر وايضا فى علوم المصريات، اضافة إلى 25 عالما من أوروبا، و15 يتوزعون بين أميركا وآسيا وافريقيا. البروفيسور المصري ممدوح اسحق ونس المتخصص في نظرية النسبية وعلوم الكون، الذي نسق مشاركة العلماء المصريين في هذا الحدث بالتعاون مع العلماء الروس، قال لـ«الشرق الاوسط»: لم نعلم بالورشة التي عقدت في المرة الاولى عام 2005 ، الا من الانترنت، حيث فوجئنا بوجود معلومات على موقع روسي تفيد بان 25 عالما روسيا عقدوا ورشة عمل بجانب هرم خوفو عام 2005 لاكتشاف سر المصريين القدماء، والورشة الثانية في طريقها للانعقاد في نوفمبر من كل عام. واضاف الموقع ان العلماء تأكدوا بالمعادلات الرياضية وليس بالاراء، ان قدماء المصريين طبقوا نظريات هندسية ورياضية في معمارهم الهرمي، ربما تفوق نظرية النسبية وهندسة فينسلر.
ويضيف البروفيسور ونس «قمت بمراسلة العلماء الروس لنشترك كعلماء مصريين متخصصين في النسبية وهندسة فينسلر في تطبيقها لكشف غموض الحضارة الفرعونية، خاصة انهم يراهنون على كشف غموض لغز الحضارة المصرية بهذه الدراسات الرياضية والعلمية بعد خمس سنوات على الاكثر من الان ( أي مع حلول عام( 2011 . وعن أسلوب وتوجه العلماء الروس، اضافة لعلماء كل من أميركا، اليابان، الصين، تركيا، الهند، انجلترا، رومانيا، كازاخستان ومصر لفك لغز الفراعنة وعلاقة الفراعنة بنظرية النسبية الخاصة لاينشتاين قال العالم المصري: وضع اينشتاين عام 1905 نظرية النسبية الخاصة لحل بعض المشاكل، التي ظهرت في ميكانيكا نيوتن عند تطبيقها على بعض الظواهر. ومن المعروف أن الهندسة التي استخدمها اينشتاين في صياغة نظرية النسبية الخاصة اسمها هندسة مينكوفسكى.. الا انه مع تطور الرياضيات فإن مجموعة العلماء الروس في تحليلهم العلمي على هرم استخدموا هندسة فينسلر الأكثر تقدما، فاتضح أن مخروط الضوء الناشئ من نظرية النسبية عبارة عن هرمين يتلاقيان عند قمتيهما وهو تطوير لنظرية اينشتاين في انهما مخروطان وعند دراسة الروس احد هذين الهرمين، تبين ان نسبة قاعدته الى ارتفاعه وزواياه تتشابه الى حد كبير مع النسب والزوايا المناظرة للهرم الاكبر فقط، هرم خوفو. وهنا ظهر تساؤل هل عرف قدماء المصريين هذا النوع المتقدم من الهندسة؟ وهل كانت علومهم تحتوي على تطبيق نظريات متقدمة مثل نظرية النسبية الخاصة؟ يقول الدكتور ونس، إن العلماء الروس عبر أيام الورشة أوضحوا أن الفراعنة توصلوا لنوع من العلوم والتكنولوجيا المتفوقة او المتقدمة، التي تفوق هندسة فينسلر ونظرية النسبية الخاصة وما بعدها



البعض يقول أنه أذكى رجل أعمال فى التاريخ والجائزة هى أغبى جائزة في العالم

الملياردير النوبى "مو ابراهيم" ينتقل من الاسكندرية إلى
لندن.. ليعلن عن جائزة الحاكم الافريقى
الرشيد فهل تذهب الجائزة بالحكام الافارقة الى العدالة والديمقراطية؟

الجائزة لا تتعرض لمصر او دول المغرب العربى وهى مخصصة للدول الافريقية جنوب الصحراء

مو ابراهيم: إدارة دولة أفريقية هي أصعب الوظائف في العالم

البروفيسور "روبرت روتبرج" مدير برنامج "النزاع الداخلي" في كلية كيندي بجامعة هارفرد هو المسئول عن تقيم الحكام الافارقة

بقلم: أحمد يوسف
"لم نضع الجائزة لتكون معاشا للرؤساء بعد تقاعدهم" هناك حياة للرؤساء بعد العمل الحكومي. وعليه فاننا بحاجة الى تمكين المسئولين من رؤية الحياة بعد العمل المكتبي.. وبذلك سنكرس في أفريقيا دورا آخر للرؤساء بعد انتهاء مدة خدمتهم وهو خدمة المجتمع المدني. فلننظر إلى أشخاص مثل الرئيس كلينتون، ماذا يعمل الآن.. وهو الرئيس الشاب الذي ترك المنصب ولم يذهب إلى حمام السباحة!!. إنه يعمل بجد حتى الآن في المسائل المعقده للبشرية، هذا شيء رائع. علينا أن نوجه قادتنا لهذا الدور في هذه الحياة، نحن نريد لهم الانخراط في المجتمع المدني ذلك لأنهم يمكن أن يفعلوا الكثير من الأشياء الجيدة هناك. وبذلك فإن جائزة "مو إبراهيم" للحاكم الرشيد تهدف إلى إشراك القيادة الناجحة حقا في المجتمع المدني.
هذا ما رمى إليه الملياردير النوبى البروفيسور "محمد فتحى إبراهيم" عبر لقاءاته الصحفية في عام 2005 قبل أن يطلق جائزته المدوية في أكتوبر 2006 تحت مسمى "الحاكم الأفريقى الرشيد" من مقر استثماراته وإقامته بلندن لتكون أكبر جائزة مالية فى العالم على الإطلاق
انفجرت ماسورة الإصلاح الأفريقى من لندن إلى الحد الذي دعا صحيفة التايمز الأمريكية لوصف جائزة مو"للحاكم الأفريقى الرشيد" بأنها "جائزة نوبل للسياسين" حيث تبلغ قيمتها 5 مليون دولار سنويا فى حين أن أعلى جائزة في العالم وهي جائزة نوبل تبلغ قيمتها 1.3 مليون دولار سنويا.
أشياء أخرى تعطى للجائزة دفعة سياسية هائلة فقد شجع أشهر مشاهير الرؤساء الجائزة رغم أنهم لن يحصلوا عليها!! أمريكيا قال الرئيس الأمريكى بيل كلينتون: "إن علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لنعترف بأولئك القادة الناجحين، القادرين على إعطاء نتائج ملموسة ونكافئهم.. إن المبادرة تكتسب أهميتها من الرجل الذي يقودها". وفي لندن أبدى بلير دعمه التام لمقاصد لجائزة الحاكم الرشيد، متفهماً أنها أنشأت لتعطي القدوة للقيادات في أفريقيا"، وقبيل تركه منصب الأمين العام للأمم المتحدة ثمن كوفي أنان المبادرة، وقال إن مؤسسة مو يمكن أن تسهم في الحركة المتصاعدة لبناء قيادة أفريقية مستنيرة وأمينة.. أما صاحب الكاريزما الافريقية والعالمية متوهج الهالة الزعيم مانديلا فخاطب مؤتمر الجائزة الصحافي، الذي عقدته مؤسسة مو إبراهيم والتي دشنت من أجل هذه الجائزة في لندن، من شاشة تلفزيون كبيرة مرحباً بفكرة الجائزة، واصفاً إياها بأنها جائزة فريدة تثمن الحاكم الأفريقي الذي يأخذ طريق الحكم الرشيد قبل أن يتنحى بعد فترة موفقة في إدارة السلطة..
حان الدور على صاحب البشرة السمراء الذى يحتفظ بفكرة الجائزة، حيث يقول مو ابرهيم عن جائزته: الجائزة تمنح فقط للحكام المنتخبين ديمقراطيا ولا مكان للأولاد السيئين (باد جايز). مضيفا إن جائزته ستعطى للرئيس الذى يجد فيه المحكمون أنه وفق في مجالات: التنمية الاقتصادية المستدامة، التنمية البشرية في الصحة والتعليم والشفافية وتمكين المجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، والأمن وسيادة حكم القانون. ما فات هو نصف العبور من مأزق اسم الجائزة المرعب (الحاكم الافريقى الرشيد ).. أما النصف الآخر فتحدث عنه مليون طفل أفريقى يموتون جوعا كل شهر!! إذن لعنة الفقراء تصيب الجائزة دون الخوض فى تفاصيل أهميتها لهم، وهذا ما دعا أصوات كثيرة للصراخ... يقول بعضها: "يا دكتور هناك من هم أولى بهذه الأموال في السودان بل حتى في أمريكا بيد أن فكرتك رائعة ستكتسب منها شهرة عالمية تضاهى تلك التي ارخت باسم "نوبل" دون أن تخسر سنتا واحدا وذلك ببساطة أنك مدرك أنه لا يوجد حاكم إفريقى أوغير إفريقى من هو أهل لهذه الجائزة في هذا الزمان." هذا ما قاله هشام قرشى عبد الله المقيم في أمريكا بينما قال إفريقى آخر مبلغا اعتراضه على الانترنت: "الملياردير السوداني المقيم في بريطانيا، الدكتور محمد فتحي ابراهيم، والذي رصد جائزة سنوية لأفضل رئيس أفريقي، أطربني بحقيقتين باهرتين: أولاهما هي أنه أذكى رجل أعمال في التاريخ.. وثانيتهما أن جائزته (البالغة خمسة ملايين من الدولارات سنوياً، إضافة إلى راتب سنوي، مدى الحياة، مائتي ألف دولار) هي أغبى جائزة في التاريخ!!(ولا تناقض، فغباء الجائزة يؤكد ذكاء صاحبها!! وإعلان الجائزة الذي كان حدثاً شهده أو خاطبه رجال في حجم (مانديلاً) أو (بيل كلينتون)، فضلاً عن (بلير) ورموز أخرى سياسية واجتماعية واقتصادية عالمية، كان عملاً استثمارياً ودعائياً ناجحاً.. أما ظروف وشروط الجائزة فتضمن للرجل أن ملايينه الخمسة سوف تبقى سالمة في مكانها، لا يقربها أحد، فالزعماء الأفارقة يعرفون الحساب جيداً، ويفهمون النكتة أيضاً، وهم سوف يقدرون للدكتور إبراهيم (أو مو إبراهيم، كما يسميه الانجليز) نواياه الطيبة تجاه قارته الأفريقية، ولكن أفقر هؤلاء الزعماء سوف يتبسم ساخراً من رجل يدعوه إلى الزهد في المليارات، مقابل جائزة لا تتجاوز خمسة ملايين من الدولارات

وبغض النظر عن الشرط التعجيزي للجائزة الذي يجعل الجائزة حكراً على الزعماء المنتخبين ديمقراطياً على الطريقة الغربية - أي يستثنى تلقائياً تسعة أعشار الزعماءالأفارقة - فإنني لا أتصور مطلقاً أن الدكتور إبراهيم يجهل أن معظم زعماء أفريقيا هم مليارديرات (أتخن منه) وأن جائزته هذه تعتبر، لدى أكثرهم فقراً...
على عكس ما كان يتوقع البعض إن الجائزة ستزعج بعض الرؤساء فإن الفقراء هم الذين حاربوها وقبل أن توضع التفاصيل الدقيقة للجائزة انتشرت أسئلة كثيرة: ما هى شروط الحكام الذين سيحصلون على الجائزة.. وكيف سيتم تقيمهم.. وهل هذا المبلغ الضخم الذى سيوجه للزعماء سيكون دافعا للتخلص من الفساد والبقاء فى السلطة والاصلاح الديمقراطى.. وهل هذه الملايين الخمسة ستثير لعاب رئيس إفريقى يمتلك خيرات دولة تقدر بالمليارات.. وهل ستنقذ الجائزة مليون طفل إفريقى يموتون شهريا.. ثمة أمور محيرة فى هذه الجائزة هل هى شو إعلامى أم أنها عمل وطني حقيقي لإصلاح حال القارة.. وهل قلب الهرم الإفريقي واستثمار خمسة ملايين دولار سنويا فى جيوب رؤساء معتزلين بمحض إرادتهم! سيوسع من دائرة الإصلاح أم أن توجيهها لفقراء ومرضى أفريقيا كان الأجدى
الكثير الكثير من الصحف كتبت أخبارا خاطئة عن محمد ابراهيم أو مو ابراهيم كما يحلو للإنجليز أن يطلقوا عليه.. منها على سبيل المثال صحيفة المستقبل التي تتبع قناة المستقبل اللبنانية حيث قالت: "خصص رجل الأعمال المصري مو ابراهيم جائزة سنوية قدرها 5 ملايين دولار، لأفضل الرؤساء أو القادة الأفارقة الذين يؤدون أعمالهم بنزاهة وكفاية عالية"!!. لكن ذلك فيه لبس فالدكتور موابراهيم ولد في النوبة، فظن الكثيرون أنه مصري، إلا أن أوراقه الرسمية تقول أنه سوداني لأنه ابن لعامل القطن ابراهيم الذي ينحدر من النوبة السودانية وليست المصرية، ومع صحة هذا فإن مجلة التايمز الأمريكية تضيف معلومة واحدة، أن البروفيسور محمد من مواليد القاهرة عام 1946.. والكل يعلم في لندن أنه ترعرع بمصر ودرس علوم الاتصالات بها ليتخرج من جامعة الإسكندرية.. ثم ذهب للعمل في الاتصالات بالسودان وفي منتصف السبعينات حصل على الماجستير والدكتوراة في مجال الهواتف المحمولة من لندن، ثم عمل في «بريتش تليكوم» مهندساُ فنيا ومديرا لقسم المحمول. بعدها أنشأ شركة خاصة للاستشارات في مجال الهاتف المحمول، ثم شركة ثانية، إلى أن أسس مع الشركاء سيلتل للاتصالات والتي تنتشر حاليا في 15 دولة أفريقية على رأسها نيجيريا أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان (مائة مليون نسمة)
في عام 2005 باع مو شركة سيلتيل للاتصالات لشركة الاتصالات الكويتية ام تى سى بـ 3.4 مليار دولار.. ومع نهاية شهر أكتوبر 2006 تفرغ لمؤسسة مو ابراهيم الخيرية.. ليكون بذلك بيل جيتس الإفريقى الذي يتفرغ بعد جمع الثروة للأعمال الخيرية
إذا عدنا لنبض الشارع الإفريقي المدقع في الفقر سنجد الكثيرون يلهثون وراء الخمسة مليون دولار) ويقولون: كان من الأجدى أن تذهب لتنمية قواعد المجتمع لا الرؤساء... ويرد الدكتور ابراهيم على هذه الأعين التي تلاحقه بالأسئلة موضحا بأن مليارات الدولارات قد دفعت من قبل لمشاريع في أفريقيا أصابها الفساد وفشلت، معتبرا أن تحفيز القادة سيقود إلى نتائج أفضل «لتأثيرهم الكبير على سير السياسات في بلدانهم

في حيثيات التعليقات على الجائزة أرسل ناصر الحمود من السعودية ايميلا لأصدقائه عن جائزة نوبل للسياسين يقول فيه: "فكرة جيدة ولكنها قد تنجح في الدول المعدمة أما الدول التي تملك ثروات فقد لا تكون الخمسة ملايين مغرية ليترك الرئيس الحكم لأنه سيحسبها
لكن الإفريقى مو حسمها بقوله: "الجائزة موجهة للدول الأفريقية جنوب الصحراء وليس لـ 53 دولة إفريقية حيث أن حياة رئيس سابق في القارة الإفريقية لن تكون سهلة أو ممهدة بأي حال من الأحوال ولكن لا يمكن أن يكون ذلك سببا قويا في التشبث بالحكم لآخر رمق في الحياة وغض الطرف عن الفساد إلا للرؤساء الذين لا يملكون أي مؤهلات تمكنهم من العيش الكريم بعيدا عن بهرجة السلطة. وفي الغرب يملك الرؤساء السابقون وسائل عديدة لزيادة دخولهم إلى جانب معاشات التقاعد منها كتابة المذكرات وإلقاء المحاضرات في الجامعات والمعاهد الأكاديمية أو في المؤتمرات السياسية بل أن الرؤساء السابقين في الغرب يمكن أن تكون دخولهم أعلى من الرؤساء الذين هم على رأس السلطة
يقول مشرف الجائزة البروفيسور "روبرت روتبرج" من كلية كنيدي للدراسات الحكوميه في جامعة هارفارد: مع بداية عام 2007 سيتم اعلان دليل ابراهيم للحكم الأفريقي حيث هو ترتيب جديد شامل دول أفريقيا جنوب الصحراء وفقا لنوعية الحكم
دخل مو مرحلة الجد وانشأ مع بدايات نوفمبر 2006 موقعا للجائزة باللغة الإنجليزية والفرنسية (إذا العرب خارج اللعبة رسميا) أعلن فيه رؤيته شبه الكاملة لشروط الفائز بقوله: "ستكون هناك جائزة واحدة على الأكثر كل سنة، ويشترط أن يسلم الرئيس السلطة ديموقراطيا للرئيس الذي سيخلفه مع تحقيقه تقدم محرز فى خماسية: (التنمية الاقتصادية المستدامة. التنمية البشرية (الصحة والتعليم). الشفافية وتمكين المجتمع المدني. الديمقراطيه وحقوق الإنسان؛ سيادة القانون والأمن..) عندها يحصل الرئيس الفائز على تكريم قيمته المادية هى 500،000 دولار في العام وذلك لمدة عشر سنوات، ومبلغ 200 ألف دولار سنويا بعد انتهاء هذه السنوات العشر. بخلاف 200 ألف دولار سنويا لدعم مبادرات وأنشطة الفائز قد تقوم المؤسسة بمنحها تقديرا له
ما أحب أن يحدث هو أن تقع اللجنة في مشكلة الاختيار من بين عديدين لأنهم جميعا على نفس المستوى المطلوب.. ذلك سيكون رائع. وأرجو أن لا يأتي اليوم الذي تقول فيه اللجنة "لسنا بصدد منح جائزة هذا العام.. لأننا لسنا معجبين بأي أحد" الآن، تمت مناقشات في المجلس حول تفاصيل وآليات العمل. وهناك عدة خيارات.. ]إذا وجدنا مرشحين اثنين جيدين في السنة نفسها] إما أن يحصل إحداهما على الجائزة هذه السنة، على أن يحصل الآخر عليها في العام المقبل.. أو ربما فسوف يتم اقتسام الجائزة، إذا كان ذلك ممكنا. لا أعرف حقا ما هو الطريق الذي سنتبعه، لكن كالعادة سيكون النقاش داخل مجلس إدارة المؤسسة، بالتعاون مع اللجنة على أساس ديموقراطي حر
كان من المهم جدا ألا تأتى الجائزة من دولة غنية لماذا؟ لأن الجميع كانوا سيقولون أنهم يسعون إلى الحصول على امتيازات أو شيء من أسفل الطاولة!!.. ولم تكن لتأت من البنك الدولي أو من أي جهة أخرى قد تؤثر على السياسة الداخلية للبلاد.. فالرسالة هي أننا أفارقة.. وقد حان الوقت قد لكي نهتم نحن بقضايانا. وتقع على عاتقنا مسئولية العنايه بقارتنا ورعايه أطفالنا

أيضا للقضية شق آخر.. فنحن نقول أن أفريقيا مجال مفتوح وأرض خصبة لقطاع الأعمال.. تجربتنا في سيلتيل تؤكد أن أي شركة يمكن أن تبدأ من الصفر. بدأنا من لا شيء، وفي وقت صعب عندما كان هناك انهيار كامل للوضع في صناعة الاتصالات في اوروبا والغرب. فمثلا انهارت شركةdotcom من الأساس. من هنا بدأنا ونجحنا.. وهي رسالة نوجهها للعالم
مرة أخرى يثبت مو أنه ليس ماهرا في بيع الهواتف المحمولة فقط لكنه ماهر في فهم طبيعة التركيبة الأفريقية حيث أجاب عن سؤال خبيث قبل أن تتفوه به الألسنة يقول مجاوبا عن هذا السؤال الذي لم يخرج بعد من فم الأفارقة: الزعماء الأفارقة كلهم سعداء جدا بالجائزة.. فقد تحدثت مع سبعة أو ثمانية من كبار زعماء أفريقيا الحاليين والسابقين. وتحدثت أيضا إلى السيد "ألفا كوناري" رئيس الاتحاد الأفريقي.. كل هؤلاء الرجال فهموا الأمر جيدا.. تحدثت إلى حوالي 250 من قادة الأعمال في الحكومة وفي المنظمات غير الحكومية، ولم أسمع حتى الآن من يقول: "أنها فكرة غبية. أنت تهدر أموالك" الجميع قالوا إنها فكرة عظيمة. من الأهمية بمكان معرفة أنه بدون القيادة الرشيدة والحكم الصالح، لا أعتقد أننا يمكن أن ننفذ المهام التي تحتاج إليها إفريقيا. نحن المستفيدين من المعونة الآن ونحن نشكر الدول المانحة لها، لكننا نحتاج إلى الخروج من هذه الحالة إلى الوقوف على أقدامنا ويتطلب ذلك بذل جهد أكبر في التنمية وذلك يتطلب قيادة. ما هي القيادة حقا؟ إنها تقديم الاحتياجات الأساسية للشعب.. نحتاج إلى توضيح هذه المتطلبات الأساسية.
وعن دخول الصين في شراكة واسعة مع القارة الأفريقية ورأى صاحب جائزة الحاكم الأفريقى الرشيد في هذه الشراكة فإنه يقول: "أعتقد أنه من المهم جدا مراقبة الجميع. نحن لا نريد أن نكرر التجربة الاستعماريه في القرن الماضي والنصف الأول من هذا القرن، خلال فترة الحرب الباردة. ونأمل أن يهتم الصينيون بتلك النقطة أيضا. فهم لا يريدون تكرار ذلك. لقد تغير الزمن. أصبح المجتمع المدني قويا. ورأي الجميع مسموع الآن. أي ممارسة خاطئة لن تكون مقبولة. آمل أن لا نضطر إلى الصياح أو التوبيخ.. ونأمل في أن ينظر الناس ويستفيدوا من خبرات الآخرين ويتصرفون وفقا لذلك
قبل إعلان أول فائز في النصف الأول من عام 2007 يوضح مو أن مؤسسته لن تسعى للتأثير على الفائز وعلى الكيفية التي ينفق بها المبلغ المالي. وقال أن لجنة الجائزة ستكون من شخصيات بارزة ذات معرفة حقة بأفريقيا والتزام بدعم التنمية في القارة رغم اعترافه على حد تعبيره أن إدارة دولة أفريقية هى أصعب الوظائف فى العالم كما قال لمجلة التايمز الأمريكية
آخر أوراق مو التي يشرعن (من التشريع) بها جائزته هي قوة مجلس أمناء جائزته الذى يتكون بالإضافة إليه من: "للا بن بركة" مدير مكتب اليونيسكو الإقليمي للتربية، "لورد كيرنز" الرئيس السابق لمعهد التنمية لما وراء البحار؛ الدكتور "مامفيلا رامفيل" المدير السابق للبنك الدولي، "ماري روبنسون" رئيسة أيرلندا السابقة والمفوضة السامية السابقة للأمم المتحدة لحقوق الانسان، "سالم احمد سالم" الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية و"نيكولاس ولانوف" المدير الإداري لشركة ولانوف، والمشرف العام على الجائزة والذي سيصدر التقارير السنوية البروفيسور "روبرت روتبرج" هو مدير برنامج "النزاع الداخلي" في كلية كيندي بجامعة هارفرد
لتتابع معلومات الترشيح وكيفية الحصول على الجائزة ادخل الى الموقع التالى
www.moibrahimfoundation.org



دراسة عن مرتكزات الرؤية الشعرية

عند اشرف ابو اليزيد فى ديوان ذاكرة الفراشات


بقلم : أحمد يوسف
البرانية والجوانية: والارتقاء من التجسيدي إلى التجريدي
الأسطورة والمحارة: الغناء للذات .. الغناء للأخر
جسد المرأة ... جسد الأرض: دائرة متكاملة بإبداع الرسام ودور الإلهام
تقطير الحكمة عبر الامتزاج بالكلي المشع المختزل

(الشعر الصادق... هو الذي يملك شروط الرؤية الشعرية المتفجرة بالدلالات والتجليات تلك الرؤية التى تعرف كيف تتعامل مع الحواس الخمس مضافا إليها:" الحدس.. والاستشراف.. والاستكناه.. والتفجير الفيزيائي لكيمياء الخيال.. والمخيلة!! بحيث يتم تجميع ذرات وشظايا الصورة المتناثرة المبعثرة لتشكل فى نهاية الدوران فى مجال الجاذبية الشعرية لوحات ملونة فى فضاء رصد الكون وكائناته
لما يري وما لا يري من كائنات تنبض بالحيوية، وكذلك الحياة أو سكونية الأشياء فى صمتها الموحي المتجلى وما يضخه هذا الصمت فى الحواس من معان وفيوضات ترتشف منها اللغة الشعرية رحيقا للرؤية وتنحت نارا خضراء للإشراقات الشفافة
(فى طية هذا التجذير لصدقية الرؤية تتواشج وتتناسج مراحل الرؤية الشعرية وتكتسب ديمومة الدفق "الدينامكي" المتوثب الذي يوسع المدي الجدلى والرؤيوى لبصر وبصيرة الشاعر فإذا الكائن (المسمى (الشاعر) هو كائن غير الذي يعرفه البشر العاديون مخترق ومغامر محترف ومسافر من صعود إلى صعود فى دورة تبدأ انطلاقها من العادي والجزئى والبشري بكل نزواته وحماقاته وانتكاساته ونكوصاته وثقل كثافته أي ما فوق العادي والكلي وما فوق البشري بكل تسامياته وذرواته وبياض شفافيته
(وبقدر ما تحمل رؤية الشاعر من فكر ومراكمات للخبرة النوعية المبصرة واندفاعات كيفية الارتفاعات الأفكار والمعاني وتوثباتها من العابر والمؤقت إلى الدائم والخالد.. يضمن الشاعر صيرورة للرحيل عبر الزمان والمكان وصيرورة للدوام والخلود وبعبارة الدكتور زكى نجيب محفوظ فإن الشاعر حلقة وسطى بين عالم المعاني الخالدة من ناحية وعالم الحياة الجارية من ناحية أخري ينظر إلى اعلى ليكتسب الصور فى أبديتها ودوامها وينظر إلى أسفل ليري تيار الحياة الواقعة كما يجري
فى ضوء هذا الاستهلال فإن مرتكزات الرؤية الشعرية عند الشاعر اشرف ابو اليزيد تمحورت حول سبعة أركان وسبع زوايا مثلث وجسدت مكونات هذه الرؤية وتطور مراحلها وتصغير تناسجاتها وتواشجاتها مع الأشياء والكائنات
من خلال ديوان "ذاكرة الفراشات" يحاول الشاعر أشرف ابو اليزيد الإفلات من المعضلتين" الكائن المنظور- والمصيدة / تحدي التياربالعضلات والقوة الجسمانية وفى نفس الوقت تكريس الحكمة لترويض جبروت قسوة الشرانية

الخروج من الأسطورة
ديوان "ذاكرة الفراشات" يحاول الشاعر فيه الابحار فى جغرافية السفر وتاريخيه الرحيل كاسيا رؤيته الشعرية بزمكانية الأسطورة الخارجة من رحم الواقع المبطن بقسوة الحياة ومفسحا المجال للأسطورة الموازية بمستوياتها التراثية والرمزية واشتباكات و"تقطيعات" هذه المستويات مع المعاش والمحسوس والملموس
(فى ذاكرة الفراشات هناك ذكر للأسماء والأشياء والأمكنة والكائنات: البوم والسنبوك والشوعي (أسماء سفن) اللخمة والدول (حيوان بحري شرس) الرماي (حيوان له شوك كالمسامير) السندباد / قابيل / النهام / الهند / باريس السبب (إلى حبل السيب وهو حبل طويل يربط به الغواص عندما يهبط إلى الأعماق / الديين (وطاب للمحار) بمباديء / الأف ليلة / شهر ذاد / الترك / الألمان / طيبة / التتار / حراء / الشمري / الجزيرة / الغزاه / الجراد / سدوم / روما / أنباء نوح / الغراب / أمنية / خليفة (الجار الأعمي) الرئيس / الطواش (تاجر اللؤلؤ) / المهاري (الضائعين وسط أمواج الخليج / خدام (المكص) إحدي لعب صبيان الحارات القديمة فى الكويت / الباب المقصود به الباب الشعبي القديم : أبو خوخة / نجد / يوسف / دارين / اليمن / زنجبار / زنوج إفريقيا / المكلا / لعبة الداما / وغيرها
فى "ذاكرة الفراشات" يطلق الشاعر مخزون الذاكرة ليحاور المرئيات فاستدعى المعنى الضرير ثم ألغي إمكانية الجغرافيا الراهنة (أو البعدين الحاليين للزمان والمكان فكان هناك قابيل والغراب / وهولاكو والتتار / والغزاة والجراد / وشهريار وشهر زاد / وطيبة والهند/ ويوسف وأمنية / والسندباد والنهام / وسدوم وأنباء نوح... إلخ
وهذه الصورة الشعرية التى شكلت محور الصراع للتناقض والتضاد بين الأسماء والأشياء والكائنات هى نفسها التى بلورت الموقف او المواقف التى أثارتها التجربة المثيرة عند اشرف ابو اليزيد
(هذه النظرة الجمالية لدي ابو اليزيد تتجول حول):
خلط رؤية الفنان بألوان الرؤية الشعرية
استخدام عنصر التشكيل الموسيقي كأنه طين صلصالي لرسم جسد المرآة في اللوحة الشعرية
ربط جسد المرأة بجسد الطبيعة (الأرض وزينتها)
وهذا يفضى إلي المرتكز الخامس الذي يمكن تسميته مرتكز "البرانية" و "الجوانية" والعلاقة بين البعدني البرانى (ك / غلاف أو أديم) والجواني (ك / جو هري مشع في الداخل) ومدي التماهي المتداخل بينهما وبذلك يمكن تفسير رؤية ابو اليزيد التي تتغزل بجسد المراة (الارض) ثم تختزل الغزل وهي تعرج إلي مرتقي الحكمى واختراق جمالية الجزئي إلي "جلال" المكنون المرمز. ولا يعبر هذا الموقف عن تناقض في الرئوية بقدر ما يكمل دائرة التجلي مع الرؤية واتمام مرتفعات وتعرجات بنيانها الدائرة بحيث تحوي هذه المرتفعات والتعرجات "الذري الدرامية" المشحونة بالحكمة المقطرة مجسدة بجدلية الحياة /الموت، والموت / الحياة (المرتكزات السادس) في تكاملية رؤية "البراني" و "الجواني"
وهكذا فإن اشرف ابو اليزيد ينتقل من الحي الشهواني التجريدي (البراني)/ إلي الشفاف والمطلق التجريدي (الجواني) (المرتكز السادس) ضاغطا الحواس الخمس في "كبسولة" الحدس المكثف الذي يقطر الحكمة في بللوريتها وشفافيتها البيضاء الخالصة.
يقول في قصيدة :عيون بليغة
على برزخ من الشوق كانت تنتظر
كلما عبر اليها
سقطت قدماه فى لجة الدهر
ليت بلقيس تعبر
برزخ الوهم والعطب
فى كفيها خطان للعمر والعشق
انت السائروالحائر بينهما
مد يديك ولاتخش الغضب
مد يديك يساقط الرطب!
(المرتكز السابع : الدائرة الجدالية)
(تصغو رؤية أشرف ابو اليزيد عبر
تكثيف التجريدية وشفافيتها
تقطير الحكمة تقطيرا فلسفيا
الاندماج والامتزاج بالكلى المشع المختزل
يقول فى قصيدة رسالة:
اخوة الدرب والعمر ايها الاصدقاء
وطنى دمى
والبحر وريد
والشريان نهر
وانتم الموزعون على الارصفة
كيف اسافر دونكم؟
كيف اجد حياتى بعيدا
عن الصباح الذى اضأناه معا
والليل الذى رسمنا نجومه وداعبتنا اقماره؟
كيف تجدون حياتكم من دونى
انا الذ احبكم!
ظاهرة أعمق من جوفه
(من قصيدة : الوحش القديم "/ ديوان "خرائط البرق"
(الوحش الجديد: هو نفسه الوحش القديم علي "أمنا الأرض" بقبضة الجبروت التكنولوجي المعجون بـ "النار الشريرة"
(والكهف هو الكهف لكنه اتخذ هذه المرة شكل بيت العنكبوت الإلكتروني
إن رؤية اشرف ابو اليزيد الشعرية تشف بالتجريد .. وتتجرد بالشفافية مصورة جوانب وتضاريس الدائرة الجدلية التي تثبت أن سيزيف الجديد هو ذاته سيزيف القديم مع تعديل في مكونات الصخرة تبعا لتباين عنصر الصراع بين الكائنات في الغابة الواسعة وهو يقول فى قصيدة لص بغداد
فى كل يوم
يهب العشرات حياتهم
من اجل جمجمة تختبىء
فى الخوذة الصدئة
ومراسل يصف الموت
الذى يغشى العيون
الفتاة الصغيرة لم تكتمل
تحت الانقاض صرختها
والصبى لم يكمل الفكرة
بعد ان زالت الراس
والام التى استعدت لهما بالخبز
أخذت مكانها فى التنور
الذى يمسح بكف الموت
وجه الخريطة
كيف تنجو مدينة تحترق
بين لصين

وفى قصيدته قرب الربع الخالى يرمز ابو اليزيد الى
الهزلية العربية الحالية
الخير المنطوي على الضعف
فيقول
ليس وحده قرب الربع الخالى او بعيدا عنه
بل ذلك الشخص فينا جميعا
كتاب الشعر والاغنيات
كتبت الاعمده والتحليلات
ضيوف برامج الحوار والانهيار
رسامو المساخر
وحمالو المباخر
وزجاجات العطر ياولد
هذا هو قانون القوة وهذا ذات القانون الذي يكرسه المؤرخ البريطاني الأشهر "ارنولد توينبي" عبر ما يطلق عليه صفة (المنحنى الهرمي للدورة الحضارية) وهو يشبه المنحنى الدرامي الذي يبدأ من نقطة الصفر ثم يقفز فى خط تصاعدي نحو الذروة ثم يهبط مرة أخري ليعانق الأخول والذبول
لكن الوحش الكامن فى الإنسان هو الذي يرغب لعبة الصعود والهبوط للمنحرفين والسالكين والمتورطين فى دراما المنحنى الهرمي وهو يقول فى ذات القصيدة
يدفن فى الرمل افكاره
لكنه لايرى الصحراء
وينتظر كل ليلة عقب نشرات الاخبار
التى تضع الجماجم فى وعاء الثريد
خبرا عن برنامج (سوبر ستار)
(من قصيدة الصراع المختفى / ديوان "حداء الهودج
والصراع المختفى او الخفى هو فى حقيقته صراع علنى لكن الوجوه والأقنعة تختلف باختلاف العصور وتلون" النص الدرامي حسب طبيعة كل عصر وبراعة الذئاب والأفاعي فى إحكام الأقنعة على وجوهها ذلك أن قاون القوة يمكن صاحبه أو محتكره من أن يفعل بالضحية أو بالضحايا ما يشاء كيف يشاء وهو هنا يقول من قصيدة "باعة الظل"
أنزف مثل كتاب يحترق
تحت سماء الظل
نحن باعة الظل
نعبر التاريخ فوق بساط الخطيئة
وبينما نطير
نسقط منشورات تحمل صورنا
لم يبق على البساط شىء لنا
لم يبق من الظل شىء لسوانا
المرتكز الثالث: جذور الهم القومي
عايش الشاعر أشرف ابو اليزيد حقيقة الهم القومي وتقلبات المد والجزر للعروبة وحلم الوحدة العربية بدءا من صعود نجم الأمة العربية الموحدة من المحيط إلى الخليج ثم سقوط مراهنته على الفردوس العربي الموعود الذي ترفرف أعلامه وبيارقه على سترية الوحدة للحلم فكانت ذاكرة ابو اليزيد الشعرية مسكونة بكل الأبعاد التاريخية التى تشعل جذوه الحلم العروبي وتوقد " ناره المقدسة" من دماء شهداء ذلك الحلم وبما أن الشاعر العربي حسب عبارة المفكر الناقد مطاع ليس مغنيا عاديا ليس لاعب ألفاظ وقواف أو ساحر ألغاز ومعميات بل أنه معاناه التحدي الذي يطرحه المشروع الثقافي فى العربي كهم وجدانى جماعي لا يمكنه ان يفر منه لا ينحرف عنه ولا يريم عن التحديق فى لحظة النور المتحدي الذي يصلبه دائما على نقطة التقاطع بين التاريخ والواقع بين تراث القول الجماعي المستمر وبين فردانية التعبير المكتوب فإن ابو اليزيد عندما كان ينشد قصيدته "اصدقاء الرياح" فإنه كان يغني ذاته المفردة وذاته الجمعية فى نفس الوقت ذلك ان النقطة المشتركة بين الطرفين: الذات المفردة والذات الجماعة أي الذات المعبرة عن أشواق الناس والجماهير مثلتها أرضية الحلم القومي الذي يتوق إليه الفرد وتتطلع وتطمح إليه القاعدة الجماهيرية العريضة
وعن هذا الأساس فإن ابو اليزيد يمزج الجزئي بالكلى والأني بالثابت الراسخ فى ذاكرة التاريخ فيقول فى قصيدة "اصدقاء الرياح"
نأتى باحثين عن الشجرة الاولى التى
علمتنا حنان الظل الاول
الرياح تمسح الحدود بيننا
تشعل النار وتطفئها
وتعمى عيون الغرباء
تهز النخل
يلوح لابناء السماء
بحفنة من التمر والعشق
وحين يسطع قمر الالم
تصادقنا الرياح فترسل لنا
نحن التائهان فى راحة الغياب
رائحة الاهل
ونجد قمة امتزاج الذاتى بالكلى فى قصيدة "رسالة"
أخوة الدرب والعمر ايها الاصدقاء
وطنى دمى
والبحر وريد
والشريان النهر
وانتم الموزعون على الارصفة
كيف اسافر دونكم
كما يقول ايضا فى ذات القصيدة
ساذكركم
بالطرق التى عبرناها ألف يوم ويوم
بالمقاهى التى انصتت لثرثرات ومعارك
بالغرف التى اتسعت لإيلوار ولوركا وحكمت ونجم
واحلامنا
بالفتيات اللائى ألقين رسائلهن
فى شرفات كتبنا المستعارة
بالمظاهرات التى رددت هتافاتنا
ليسقط الالم ! ويحيا الالم
ومخاضات الصور الأول
(ابو اليزيد يتفرس فى جيو-تاريخية الذاكرة التراثية ورموزها ومجلياتها وهو يصور بغداد من خلال قصيدة "لص بغداد" متكأعلى جذع شجرة الذاكرة التراثية فى القصيدة نافذا ببصيرته إلى فحوي الصراع الممتد عبر الزمكان وهو يلملم شظايا صورة شعرية مغموسة فى دم القلب قائلا
فى كل يوم
يهب العشرات حياتهم
من اجل جمجمة تختبىء
فى الخوذة الصدئة
ومراس يصف الموت
الذى يغشى العيون
الفتاة الصغيرة لم تكتمل
تحت الانقاض صرختها
والصبى لم يكمل الفكرة
بعد ان والت الرأس
والام التى استعدت لهما بالخبز
اخذت مكانها فى التنور
الذى يمسح بكف الموت
وجه الخريطة
كيف تنجومدينة تحترق
بين لصين!
يا قدس إن حياة الناس قد وجدت
غزو يبرره من ظافر ظفر
تجمع الشر من شتي مخابئه
كما تجمع فى المرجدمة الحجر
والشر ياخذ فى شتى مراحله
أزياء وله ألوانه الأخر
مرة يكون الشر اسمه شايلوك ومرة يكون اسمه بن جوربون ومرة ثالثة يكون اسمه نتنياهو تعددت الأسماء والشر واحد

(جسد المرأة ........ جسد الأرض)

ما هى نظرة ابو اليزيد إلى المراة إنسانيا وشعريا ؟
وكيف تتعامل رؤيته الشعرية مع الجسد الأنثوي؟ وهل ثمة علاقة بين الجسدين جسد المرأة وجسد الأرض؟
يحول الشاعر اشرف ابو اليزيد جسد المرأة إلى جسد مفعم بموسيقي التواصل الإنساني ذلك أن جسد المرأة يغوى الرؤية الشعرية يرسم "الحوار" بين الحواس المفتونة بجسد المراة عبر دفعات صورية بصرية تستقر فيها اللوحات الشعرية نابضة بشهوة الحياة لكن لا يبين دور الفنان فى اختفاء البعد الفنى على جسد المرأة وأعضائه بل إنه يغري افتتانه به إلى السبب الرئيس "الكامن" او المختفى وهو "ابداع الرسام" ودورا الايهام فى إحاطة الجسد الأنثوي بالفتنة كما يقول فى ديوانه "ذاكرة الفراشات"
لا ازعم انى ثائر
فالثورات تشيخ،
وانا معك
استعيد طفولتى
بذلك الوجد من إبداع رسام
من قصيدة: مائة رسالة اليها / ديوان ذاكرة الفراشات
وتعتري ابو اليزيد ذات الارتعاشة النشوانة حين تتواصل رؤيته الشعرية مع جسد الأرض مع إبراز الفروقات الخاصة به وكيفية امتزاج الكائن الإنساني ممثلا الجمال الأنثوي مع زينة الأرض من زهور وطيور وخلفيات هذه الزينة من نجوم وألوان فاتنة للطبيعة
لا يعنينى ان اغير التاريخ
او ابدل العهود القديمة
واحرفها
جئتك كى نكتب تاريخا آخر
أو نكونه

كما يقول ايضا
ما همى لو انى منفى
طالما لى وطن
فى قلب امرأة وحيدة


لسنا بحاجة الى الكلاشينكوف
والدبابات
والصواريخ
والالغام
والاسلحة النووية
يكفى ان نحذف كلمة الخوف
من قاموس البشر


الذين يبررون الثأر
فى لعبة تحرر الوطن
ويقبلون ادوار الديكتاتورية الصالحة
التى تلطخ بالدماء يديها
هم الاعداء



دراسة معلوماتية عن الدكتور العسكرى

الدكتور سليمان العسكرى شاهدا على العصر

من سيرورة الرؤية فى "جغرافية" الحلم .. إلى صيرورة التشظى
والكابوس

بقلم احمد يوسف
الدكتور سليمان العسكرى مفكر عربى من الطراز الاول : ملتزم من شعر رأسه حتى أخمص قدميه ... مواكب لتحولات ال " الكبسولة الاليكترونية " (اى أمنا الارض سابقا ) .. لكنه يرفع إصبعه فى وجه ألاعيب سيرك العولمة !!
عبر تموجات وتعرجات الكتابة عند الدكتور سليمان العسكرى ( الذى يشغل حاليا رئيس تحرير مجلة العربى الكويتية ) فإنك من الصعب ألا تقف عند طاقاته الابداعية القادرة على تحويل كثافة الآلآم والمواجع، الى تدفقات حيوية شفافة !!
إذن ومن البداية فكاريزما الكتابة عند الدكتور العسكرى تجعلنا نتقاسم معه كأس المر العربى فى معدالة "كيميو فكرية" أو" كيميو ثقافية".. تعتمد كما يقول علماء الهندسة الوراثية على مايسمى ب "الفيرمونات" .. و(الفيرمونات) هى مواد كيميائية بشرية شبيهة (بالهرمونات) ولكنها بدلا من ان تعمل كالهرمونات داخل الجسم البشرى فإن الفيرمونات توصل رسائلها خارج الجسم البشرى!! حيث تحدد "الفيرمونات" علاقتنا بالاخرين من حب او كره فنحن بحسب دراسات علماء الهندسة الوراثية نحب ونكره بحسب "فيرموناتنا"!! التى تحدد صفات الانجذاب والتنافرفيما بيننا من "النظرة الاولى" !! وفى حالة الدكتور العسكرى فإن الانجذاب يكون من "الكتابة الاولى"
وبالتالى فإن فيرمونات الدكتور العسكرى وبحسب التفسير العلمى لعلماء الهندسة الوراثية ذات هالة سحرية ورائحة ونكهة محببة وجاذبة للقارىء والمتفاعل العربى
فى اعتقادى أن سر(كاريزما العسكرى) "الفيرمونات" تكمن فى أدوات وأسلحة العسكرى الخاصة التى لاتعتمد فقط على القراءة التاريخية العميقة و قوة الفكرالتراثى والتشبث بالشجرة العربية الممتدة عبر الزمان والمكان بحكم تخصصه وانفراده وتفرده فى دراسات التاريخ العربى والاسلامى ودمجها بالكتابة العلمية التى تعتمد على التطوير والبحث والتنبؤ المعرفى أى وعى العسكرى وتنبهه لعنصر الزمان وآلة الزمن بتحولاتها وسفرها(بين الماضى والانى والمنظور )!! لكنها تكمن فى عبقريته وحساسية الكتابة لديه وكأنه ينتمى لأزقة للقاهرة و بيروت و دمشق و تونس والقدس ومقديشيو وبوجوتا وبيونس ايريس ونيودلهى وحولى والسالمية وجليب الشيوخ وضاحية عبدالله السالم والدعية.. فهو مثل اى مواطن عربى يكابد الآلآم والمواجع العربية اى انه يتيم اندلسى يبحث عن يوتوبيا لم تجىء بعد .. ومع ذلك فإن الكمنجة الخضراء فى قلبه لها جذرها الاخضر فى ينابيع المعرفة والعرفانية المبرأة من الهوى
وهنا يمكننا القول ان الدكتور سليمان العسكرى هو كائن نهرى (بحسب تعبير جمال حمدان ) بكل ما فى الكلمة من دلالات وايحاءات وبذلك فإن له
ملكوت الخضرة والماء ، والاريحية التى تشبه شجرة الكافور كلما تهزها الريح تهدى الكون والكائنات أريجا ينعش النفس ويبهج الروح.... وبوصلة التنوير النورانى .. أو النورانية التنويرية التى تبصر بالقلب فتضىء العقل والوجدان وتخضر جدلية الفكر والمعرفة وتجليات العرفانية وكانه
يهتف مع النفرى :كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة
أو كانه مثلى ومثل باقى الفقراء فى وطننا العربى يصرخ فى البرية قائلا
لماذا يضيق الوطن الواسع ويتسع السجن الممتد من طين الحما المسنون الى قبضة الجنرال الذى يشبه الشبح الهاملتى
أيضا هو مثل البسطاء الموجودين على ظهر امنا الارض فى افريقيا وامريكا الجنوبية والمنطقة العربية الذين ينتظرون "جودو " ويراهن على الذى "يأتى ولا ياتى " فيفيض فى كتاباته بحرف الدال : دال دمع
دال دم
فاى الدالين تختار..؟!
بالرغم من شغفه بقراءة جغرافيا التاريخ العربى القديم والمعاصر فهو متنبه جدا لخطورة الروبوت الذكى وما يصاحبه من عوالم عولمية حيث مزاحمة الروبوت الذكى للمواطن العربى وهو داخل محارة عزلته ليطرح عليه اسئلة الحاء :
الحرية / الحلم / الحب
الصادق والجميل معا فى مفكرنا الدكتور العسكرى عندما تتعرف عليه كإنسان بعيدا عنه ككاتب ومنظر ان "جوانياته" هى برانياته ... وان وجهه او حتى كتاباته ليست قناع
حين عكفت على قراءة فكر وأطروحات المفكر العربى المتشعب والمختلف الدكتور سليمان العسكرى ، كنت على يقين بأن "الكائن المبدع" و "الكائن الإنسانى" داخل كينونته فى صراع جدلى محتدم وأن الأبعاد الحيوية فى هذا الصراع تتجاذبها أشواق وطموحات "الفرد" بصفته ذاتا متفردة، وحلم وتطلعات" "المواطن" بصفته كائنا منتميا وملتزما ومقيدا بـ "حتمية" التجاوب مع الحلم الجمعى الذي يتكثف بثلاثية "الوطنى والقومي والإنساني"
وهى ثلاثية تعترضها فى أغلب الاحيان والأحوال وعلى عكس حالة الدكتور العسكرى "شرانية" (نسبة إلى الشر) مصائد ومكائد اللعبة السوسيو- سياسية وإفرازاتها على أيدي كهنة وسدنة الهرم الفوقى الذين يزينون لـ /الرجل الهرمي وربما يغوونه لـ / دحرجة تفاحة الخطيئة السياسية او الجيو سياسية أو السوسيو سياسية إلى " الجماهير " المتعطشة لـ / يوتوبيا الحرية والعدل , تلك اليوتوبيا التى تتراءي لهم فى حلم اليقظة والمنام لتكتشف هذه الجماهير أنها سراب أو كابوس " حامض " المعنى والدلالة
ولذا فإن، كينونة دكتور سليمان العسكرى بشقيها: الفردي / الذاتي و المواطنى " نسبة إلى المواطن والوطن والمواطنة / الجمعى.. كينونة متشظية: بـ / "قناعها" البراني.. والتياعها الجوانى"..!

هى إذن كينونة "معلقة" فى فضاء الفرد / اللافرد
او انفراد الذي لم يظفر بـ/ "حرية الذات" وتجردات وتجسدات هذه الحرية, والمواطن / اللامواطن أو المواطن العربى الذي جمدت مواطنيته بـ / فعل مراكمات الكبت والكتم واسكات الصوت ومصادرة الذات فى فرديتها ونسيجها " الأنوي" الذاتوي
" والذات فى تواشحها الجمعى / الجماعي ونشيجها القاعدي الهادرحيث النمل البشري المنتمي إلى سلالة قابيل من الطغاه الجبابرة / الديكتاتورين قتلة "الحرية" وسلالة هابيل من الهلافيت و"المفاعيص" و"المقاطيع" والصعاليك" و"المثقفين" القائمين فى رحم الرصيف والواقعين فى قعر القفة والمقطوعين من شجرة حرف الحاء
من المفارقات العربية الصعبة علينا جميعا أن الزمن دار دورته خلال القرن العشرين بأكمله وبدايات القرن الحادى والعشرين وأصبحت تشظيات الخريطة العربية قدر ومصير عشاق الراية القومية ..كان الحلم العروبى وردة من" دمنا" فأصبح "سكينا" يتوغل ب / فحيح كابوسى فى اثنين : اللحم والحلم
ومع التشظيات كان الدكتور سليمان العسكرى يبحث مثلنا نحن المواطنين العرب عن بوصلة فى رماد الهشيم والرميم والهشاشة.... وسواء تحولت القضية إلى شظية بفعل الإجهاض المتكرر لحلم (الوطنى- القومي الإنساني) أو شدة وطأة أحذية ودبابات الجنرالات على رقبة الحلم أو الجنوحات والنكوصات والانتكاسات والهزائم الجيو – سياسية والجيو – عسكرية
أو إلتباسات الأقنعة فى سيرورة وصيرورة الزمكان (الزمان والمكان) الجيو – سياسيا والجيو – عسكريا
وسواء كان السبب فى تهشيم أو تهميش القضية هو الطفح الأيديولوجي فى العقود الخمسة أو الستة أو السبعة الأولى من القرن العشرين المنصرم, أو الطفح التكنو – عولمي فى العقد الأخير من القرن الماضي وتوابع هذا الطفح إلى اليوم!! سواء كان هذا أو ذاك فلابد من الاعتراف بالعطب الشديد الذي أصاب عصب الحلم الوطنى القومي الإنساني بل شبكته العصبية الدائرية ومن هنا فإن المثقف أو الكائن التنويري لدى دكتور سليمان العسكرى لا ينفصل عن سليمان العسكرى الانسان
كلاهما يمتلك الوعى تنويريا وتثويريا ومستلزمات هذا الوعى من رؤية فكرية وإبداعية ومجال للتعبير ومدى لـ "الفضفضة" والاقصاء والبوح الذى له نكهة المرارة والمر الذي "يشربه" صاحب القضية حتى الكوع وهو يشرب هذا المر مرة مع الجماهير (الشعب)!! ومرة بسببها
خاصة إذا لم يعجب الساسة (السلطة الهرمية) التى هى بحاجة دائمة إلى المدلكين لجسم "طرحها الديماجوجي " السالكين فى متاهة السيرك الذي يلعب على حلبته مهرجون فى أقنعة قوسقزحية
قناع المهرج / الرأسي
قناع المهرج / العضلات
قناع المهرج / الذيل
قناع المهرج / الحرباء الذي يصلح عضوا فى أي خرب لكل العصور
قناع المهرج / البغباء الذي يبرطم ويهذرم أيديولوجيا وسيوسيو – سياسيا
قناع المهرج "اللاعب بالثلاث ورقات " الحرية – الشرعية – الدستورية )
قناع المهرج اللاعب بالبيضة والحجر حيث" الناس اللى تحت" هم الذين يعانون من الأمية والبلهارسيا واحتباس الصوت والفقر والجهل
وأيا كان المنحى الذى يبحر فيه العسكرى فإنه يرفع لنا هذا السؤال الذى اختصره بهذه الصيغة :
كم عدد الاندلسات المفقودة؟
ومن هو الخبير الرياضاتى القادر على العد؟
الورطة مستمرة : لاخبراء الرياضيات ولا المثقفين ولا الاقتصادين ولا حتى الساسة قادرين على احصاء الاندلسات المفقودة

لا أدرى لماذا اتذكر صمويل بيكيت فى كل مرة ألتقى فيها بالدكتور سليمان العسكرى ؟!
ربما لانه مثلى أيضا "فى انتظار غودو"
وهذه القصة الربما لان ذاكرتى تختزن هذه القصة الطريفة المثيرة عن صمويل بيكيت !!
تقول القصة إن صمويل بيكيت كان يتمشى ذات صباح فى احد شوارع باريس عندما طعنه شخص مجهول بسكين ،ونقل بيكيت الى المستشفى .. وفى اليوم التالى زاره الشخص المجهول الذى طعنه .. ومعه باقة ورد .
وفوجىء به بيكيت وهو يعتذر ويبدى اسفه وندمه على فعلته ا
لنكراء فسأله :
هل تعرفنى ؟
لا
هل بينى وبينك خصومة ؟ا
إذن لماذا طعنتنى ؟
كنت قد نويت ان أطعن أول شخص أقابله .. فكنت انت ؟
وقبل بيكيت اعتذاره.
ما علاقة هذه القصة بالدكتور سليمان العسكرى ؟
مع تحوير بسيط: إن الحلم الذى يراهن عليه سليمان العسكرى تطعنه "يد" مجهولة بين الحين والآخر ثم تذهب إليه معتذرة ومعها وردة لزوم الاسف وإبداء الندم و " بوس القدم " ؟!
ومع ذلك فإن الدكتور سليمان العسكرى مثلى فى انتظار "جودو " و "غودو " مثل الحلم العربى لن يجىء ..!
كيف يجىء و " الاندلسات " العربية المفقودة كل تصور للحصر والعد ؟!

(انسجاما مع هذه الرؤية وهذا الطرح فإن كتابات واطروحات الدكتور سليمان العسكرى الفكرية فى ظنى، بل فى يقينى جاءت متوافقة مع ذاته فى فرديتها وفردانيتها وجمعيتها وجماعيتها داخل " فجوة التشظى بمتاهاتها الحلزونية عندما نسج بل تناسج – متواشجا مع شكلانية وتشكيلية التدفق المعرفى بتوتراته وتصاعداته المعتمدة على مرتكزات دوائر واحتدامات الكريشندو.. صعودا وهبوطا وانفجارا وانكسارا مع تداخلات وتناسجات:
الاسطوري
والتراصي
والواقعي / السحري ( بلغة نقاد أمريكا اللاتينية
والواقعى السريانى بخريطته الجيو – سياسية التى يعبث بها الساسة والجنرالات والثرثارون والمتفقهون من البطتنة الهرمية التى تجيد النفخ فى المزامير المثقوبة أفقيا ورأسيا
والخيالي المؤسس على محاور ابستمولوجية وأيديولوجية
والقناع داخل القناع مرصعا بارتشحات الخبرة الذاتية والتجربة الطردية الممتدة داخل دلتا المساحة النفسية فى كيان " المفكر " جسدا ونفسا وروحا
إن بوصلة الدكتور سليمان العسكرى لا تكتفى فقط بطرح أسئلة نكون أو لا نكون؟ و كيف يكون لنا دور فى عصر العولمة " حيث هيمنة المعلوماتية وإزاحة الحدود الجغرافية لجاذبية الفضاء السيبرنيتي "الإلكتروني المفتوح open Electronic cyber space
وكيف يحفر فى وعى (الناس الى فوق والناس الى تحت " أن العولمة هى الأمركة "العبارة وردت فى كتاب توماس فريدمان " السيارة ليكساس وشجرة الزيتون )؟
لكنها تحاول حفر جدلية الوعى العربى الجديد: الوعى بالذات والوعى بالآخر وجدلية العقلية الجديدة عقلية الحوار والجوار... الحوار مع الذات والحوار مع الأخر والجوار الإيجابي عن طريق المزاحمة (مهارات المزاحمة والمزاحمة بالمهارات
وفى سبيل انجاز ذلك فإن لابد من طرح سؤال هاملت لكن هذه المرة يجب ان يكون السؤال "مشحونا" بحيوية الدياكلتي الجديد
فى كتابات الدكتور سليمان العسكرى الاخيرة، تحديدا منذ عام 2001 وحتى الان بمجلة العربى الكويتية وبرغم الهموم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية العربية الواضحة الا انك تجد رؤيا/ورؤية فى الكتابة والطرح تجعلك تعيش جو المسرح داخل المسرح الحياتى لكن بشكل عصري يبعدك عن كلاسيكية برنخيت الملحمية وتسجيلية قايس التقليدية وغضب أوزبورن وتمرده وذهنية توفيق الحكيم ومونولوجات صلاح عبد الصبور وتاريخانية عبد الرحمن الشرقاوي وواقعية نعمان عاشور وسعد الدين وهبة وغيرهم من صفوة الرؤيوين والمفكرين
لذا فإن اطروحات ومبادرات الدكتور سليمان العسكرى القادمة من جوف الاسطورة "أوديب" أو رحم الواقع أو محارة الرمز الواقعي / أو الواقع الرمزي أو فضاء التاريخى المتداخل والمتناسج مع التراث المطعم بالخيالي ..والتراث المتجذر فى "جغرافية" الحضاري الابستمولوجي المتدلى من شجرة "الأصل"
وبالتالى فإننا نجد معادلته تعتمد على (نفاذية الرؤية + نفاذية النص) والتصاق البراني بالجواني... فى ثنايا كتاباته وبين سطورها سؤال يقول : كيف نزاحم الاسطورة داخل الاسطورة بعد خروجها بقناعها الواقعي فى عصر "بيل جيتس " كاهن المعلوماتية وشايلوك الجديد السابح فى الفضاء "البيوني" اللانهائي Endless Bionic Space بسمته الوحش : الديناصور الإلكتروني / الخرتيت البيو إلكتروني المزجج بأقنعة العولمة واغواءاتها والعنف والبورنوجرافية (الاباحية والخلاعية الجنسية)؟ ( وكيف بالحلم العربي الهائم على وجهه أن يعتق فى سجن " التهويم والتوهم والتهويل؟
(..... وما هو السبيل لوقف قابيل "المتأمرك" فى قناعة العولمي عند حدة فى غابة الديناصورات والخراتيت الإلكترونية لتوفير الحد الأدني من الأمن والأمان لهابيل خاصته فى غياب الغراب الذي يواري سوءة هابيل كل هابيل
وآل قابيل على ظهر الأرض يقتل فى المجتمعات الفلسطينية أو مدن الغربة أو وحشة المنافى الباردة التى تطلق تنين الاكتئاب على ضحاياه داخل الوطن وخارجه ( هل كان الدكتور سليمان العسكرى هو هاملت الجديد فىكتاباته واطروحاته ؟ يقينا هو هو هاملت الجديد الذي ينتظر"جودو" الجديد" هاملت يطرح سؤال الكينونة وجودو "الجديد يؤسطر السؤال ويشغل بال الدكتور سليمان العسكرى
( من يقدر على سؤال الكينونة إذا لم يصل هاملت الجديد فى موعده
( وكيف يجرؤ جودو الجديد يعنى أسطرة السؤال إذا كانت الساعة تدق الخامسة والعشرين
اطروحات الدكتور سليمان العسكرى بابعادها المعرفية والاقتصادية والسياسية والمعلوماتية من الخلف الى الامام (من التراث الى المستقبليات مرورا بالتاريخ وأيضا التأريخ) تحلم بالعصافير
حيث العصفور بداخله يرفرف ويفضفض وينقر ب / "زقزقته " الاسطورية بيضة الكون الغارق فى دم الشجرة التى يذبحها "رامبو " او الروبوت الذكى الخارق الاخرق كل يوم
وبرغم غزارة وتنوع وتعدد كتاباته وتشعبها الى ان الدكتور العسكرى عبر تاريخه الابداعى فى بعض الاحيان يميل الى الصمت !! حيث الصمت هو ابجدية العشاق الذين يعيشون فى دلتا اليتم شمالى الشجن .. جنوبى التوق العارم للحرية
الحرية فراشة الملكوت
والتوت غزالة الرؤيا
د. سليمان إبراهيم العسكري


رئيس تحرير "العربي" (1999 - وحتى اليوم
ليسانس وماجستير في التاريخ العربي الإسلامي من مصر
دكتوراه في تاريخ الخليج والجزيرة العربية من المملكة المتحدة
شغل عدة مناصب هامة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
أشرف على سلسلة كتاب "عالم المعرفة" – الكويت
أشرف على سلسلة من "المسرح العالمي" – الكويت
رأس تحرير مجلة "عالم الفكر" – الكويتقام بالتدريس بجامعة الكويت (1972 - 1978)
عضو مجالس ولجان وهيئات تحرير العديد من الجمعيات واللجان والصحف والمجلات الكويتية والعربية
تمت
نوفمبر 2006
*دراسة تحت الانجاز : مجلة العربى فى خمسين عاما من احمد زكى الى سليمان العسكري

Tuesday, December 05, 2006

في حوارها مع عادل إمام
هالة سرحان تكرس ثقافة الرجل الأيقونة


03/12/2006

عاصفة إعلامية تجتاح قلاع التلفزة ومراسيم احتفالية تذكر باستقبال أيزنهاورأطلقت هالة سرحان على عادل امام لقب رئيس جمهورية الفن الجميل، ولم يكن احد بحاجة الى ترويج لكي يشاهد عادل امام، سواء كان الترويج بإطلاق الألقاب عليه أو باستقباله استقبال الفاتحين أو بالأضواء الباهرة والتصفيق
وأكثر شيء كنا مستعدين للتنازل عنه، من فقرات الترويج، تلك الخطبة المطولة التي تستقبل هالة سرحان بها كل ضيف يأتيها وهي خطبة تنتمي إلى عصر ما قبل التلفزةالمشاهد لا يطيق ان يقضي كل هذا الوقت في متابعة ما تقوله المذيعة لأن من أعد النص ركز على إرضاء النجم الضيف وليس على اشباع احتياجات الجمهورفأنت لا تسمع في الخطبة الطويلة معلومة جديدة ولا تكتشف معها بعدا لم تنتبه اليه، من قبل، في شخصية الضيف وفي مسيرته الفنية. المسألة كلها اعادة صياغة لكلام معروف. لكن الصياغة هدفها الأساسي هو اشعار الضيف بتقدير البرنامج له. وهذا أمر غير ضروري، فلو لم يكن الفنان مهما لما استضافته هذه الإعلامية اللامعة التي أدمنت كنس المشهد الإعلامي الشعبي كنسا، كأنها العاصفة التي تقتلع الأشجار. فلم يبق على ساحة الدردشة أحد يطاول قامتها، انها عاصفة إعلامية تجتاح قلاع التلفزة قلعة، بعد قلعة. ولهذا فهي لا تستضيف إلا النجوم فئة الخمس نجومالمهم اني جلست لمشاهدة عادل امام وتحملت خطبة هالة التي جاءت بعد مراسيم احتفالية ذكرتني باستقبال الأميركيين للجنرال ايزنهاور عندما عاد من الحرب العالمية الثانية حاملا الى بلاده تاج النصر الذي جعلها زعيمة الدنيا ليومنا هذا

زيادات زمن البث
لكني فوجئت، بعد ذلك، بما هو أصعب. فوجئت بأن كل حلقة مليئة بالزيادات التي يعمد اليها حيتان الفيديو في المسلسلات لكي يطيلوا زمن البث ويزيدوا بذلك، أرباحهمبعد الاستقبالات الحافلة، التي يعاد بثها طوال أيام العرض الثمانية، تعرض هالة سرحان مقتطفات مما يسبق ان شاهدناه. وفي نهاية الحلقة تعرض مقتطفات مما سنشاهدهوبين الاستقبالات الحافلة ولقطات التذكير بما مضى ولقطات التبشير بما هو آت، والخطبة العصماء، وفقرات الحوار، تأتي فقرات اعلانية مطولة يبدو انها الهدف من وراء هذا كلهوفي النهاية يكون ما شاهدنا، بالفعل: قليلا جدا ومشوشا جدا، وهذا يذكرني بما قاله العقاد عن فن الرواية: انها قنطار خشب بداخله درهم حلاوة
روح الحوار
أضف الى هذا كله ان روح الحوار وبنية البرنامج يكرسان ثقافة الرجل الأيقونة. الذي لا نرى فيه عيبا. ولا نقطة ضعف والذي نسارع الى تغطية عيوبه، ليس فقط لإرضائه، ولكن لأننا بحاجة الى ان يكون لدينا أكبر قدر من الأيقونات التي تشع حكمة وفنا وابداعا وجمالا وظرفا لكي نستعيض بهذا كله على ما فينا من حماقة وقبح وسماجةبدا عادل إمام في هذه الحلقات عاليا وبعيدا ليس هو الانسان البسيط الذي عرفناه على الشاشات وأحببناه. ليس هو الرجل الذي قالت عنه هالة سرحان 'انه يبقى، دائما، في قلوب البسطاء'، ضمن الكثير الذي قالته عنه منذ بدأت هذه الحلقات
قامة عادل إمام
وبعد ان ينتهي عرض الحلقات الثماني في نوفمبر تعود وتعرض في ديسمبر، بعد أيام قليلة من العرض الأول، ليعيش الجمهور 16 ليلة من ليالي عادل امام في صخب يضغط على المشاهد ويشوشه، ويكاد يغرق فيه أي فنان ولو كانت له قامة عادل اماموعلى الرغم من انني احب فن عادل امام واعتبره أهم فنان في العالم العربي منذ رحيل عبدالحليم حافظ، وأحب برامج هالة وأقدر رغبتها في تأسيس 'تلفزيون التابلويد' في العالم العربي، اذا جاز هذا التعبير، فأنا لم أقدر على المتابعة، نفرت من الصخب والتهويل والتفخيم والتضخيم، لكن زوجتي تابعت الحلقات باصرار، ربما لأنها تحب هالة سرحان كصديقة لها وكزميلة لي. وربما لأن ما يرفضه الزوج تتحمس له الزوجة

أسامة غزولي نقلا عن جريدة القبس الكويتية