Tuesday, December 05, 2006

في حوارها مع عادل إمام
هالة سرحان تكرس ثقافة الرجل الأيقونة


03/12/2006

عاصفة إعلامية تجتاح قلاع التلفزة ومراسيم احتفالية تذكر باستقبال أيزنهاورأطلقت هالة سرحان على عادل امام لقب رئيس جمهورية الفن الجميل، ولم يكن احد بحاجة الى ترويج لكي يشاهد عادل امام، سواء كان الترويج بإطلاق الألقاب عليه أو باستقباله استقبال الفاتحين أو بالأضواء الباهرة والتصفيق
وأكثر شيء كنا مستعدين للتنازل عنه، من فقرات الترويج، تلك الخطبة المطولة التي تستقبل هالة سرحان بها كل ضيف يأتيها وهي خطبة تنتمي إلى عصر ما قبل التلفزةالمشاهد لا يطيق ان يقضي كل هذا الوقت في متابعة ما تقوله المذيعة لأن من أعد النص ركز على إرضاء النجم الضيف وليس على اشباع احتياجات الجمهورفأنت لا تسمع في الخطبة الطويلة معلومة جديدة ولا تكتشف معها بعدا لم تنتبه اليه، من قبل، في شخصية الضيف وفي مسيرته الفنية. المسألة كلها اعادة صياغة لكلام معروف. لكن الصياغة هدفها الأساسي هو اشعار الضيف بتقدير البرنامج له. وهذا أمر غير ضروري، فلو لم يكن الفنان مهما لما استضافته هذه الإعلامية اللامعة التي أدمنت كنس المشهد الإعلامي الشعبي كنسا، كأنها العاصفة التي تقتلع الأشجار. فلم يبق على ساحة الدردشة أحد يطاول قامتها، انها عاصفة إعلامية تجتاح قلاع التلفزة قلعة، بعد قلعة. ولهذا فهي لا تستضيف إلا النجوم فئة الخمس نجومالمهم اني جلست لمشاهدة عادل امام وتحملت خطبة هالة التي جاءت بعد مراسيم احتفالية ذكرتني باستقبال الأميركيين للجنرال ايزنهاور عندما عاد من الحرب العالمية الثانية حاملا الى بلاده تاج النصر الذي جعلها زعيمة الدنيا ليومنا هذا

زيادات زمن البث
لكني فوجئت، بعد ذلك، بما هو أصعب. فوجئت بأن كل حلقة مليئة بالزيادات التي يعمد اليها حيتان الفيديو في المسلسلات لكي يطيلوا زمن البث ويزيدوا بذلك، أرباحهمبعد الاستقبالات الحافلة، التي يعاد بثها طوال أيام العرض الثمانية، تعرض هالة سرحان مقتطفات مما يسبق ان شاهدناه. وفي نهاية الحلقة تعرض مقتطفات مما سنشاهدهوبين الاستقبالات الحافلة ولقطات التذكير بما مضى ولقطات التبشير بما هو آت، والخطبة العصماء، وفقرات الحوار، تأتي فقرات اعلانية مطولة يبدو انها الهدف من وراء هذا كلهوفي النهاية يكون ما شاهدنا، بالفعل: قليلا جدا ومشوشا جدا، وهذا يذكرني بما قاله العقاد عن فن الرواية: انها قنطار خشب بداخله درهم حلاوة
روح الحوار
أضف الى هذا كله ان روح الحوار وبنية البرنامج يكرسان ثقافة الرجل الأيقونة. الذي لا نرى فيه عيبا. ولا نقطة ضعف والذي نسارع الى تغطية عيوبه، ليس فقط لإرضائه، ولكن لأننا بحاجة الى ان يكون لدينا أكبر قدر من الأيقونات التي تشع حكمة وفنا وابداعا وجمالا وظرفا لكي نستعيض بهذا كله على ما فينا من حماقة وقبح وسماجةبدا عادل إمام في هذه الحلقات عاليا وبعيدا ليس هو الانسان البسيط الذي عرفناه على الشاشات وأحببناه. ليس هو الرجل الذي قالت عنه هالة سرحان 'انه يبقى، دائما، في قلوب البسطاء'، ضمن الكثير الذي قالته عنه منذ بدأت هذه الحلقات
قامة عادل إمام
وبعد ان ينتهي عرض الحلقات الثماني في نوفمبر تعود وتعرض في ديسمبر، بعد أيام قليلة من العرض الأول، ليعيش الجمهور 16 ليلة من ليالي عادل امام في صخب يضغط على المشاهد ويشوشه، ويكاد يغرق فيه أي فنان ولو كانت له قامة عادل اماموعلى الرغم من انني احب فن عادل امام واعتبره أهم فنان في العالم العربي منذ رحيل عبدالحليم حافظ، وأحب برامج هالة وأقدر رغبتها في تأسيس 'تلفزيون التابلويد' في العالم العربي، اذا جاز هذا التعبير، فأنا لم أقدر على المتابعة، نفرت من الصخب والتهويل والتفخيم والتضخيم، لكن زوجتي تابعت الحلقات باصرار، ربما لأنها تحب هالة سرحان كصديقة لها وكزميلة لي. وربما لأن ما يرفضه الزوج تتحمس له الزوجة

أسامة غزولي نقلا عن جريدة القبس الكويتية

0 Comments:

Post a Comment

<< Home