Friday, December 08, 2006



دراسة عن مرتكزات الرؤية الشعرية

عند اشرف ابو اليزيد فى ديوان ذاكرة الفراشات


بقلم : أحمد يوسف
البرانية والجوانية: والارتقاء من التجسيدي إلى التجريدي
الأسطورة والمحارة: الغناء للذات .. الغناء للأخر
جسد المرأة ... جسد الأرض: دائرة متكاملة بإبداع الرسام ودور الإلهام
تقطير الحكمة عبر الامتزاج بالكلي المشع المختزل

(الشعر الصادق... هو الذي يملك شروط الرؤية الشعرية المتفجرة بالدلالات والتجليات تلك الرؤية التى تعرف كيف تتعامل مع الحواس الخمس مضافا إليها:" الحدس.. والاستشراف.. والاستكناه.. والتفجير الفيزيائي لكيمياء الخيال.. والمخيلة!! بحيث يتم تجميع ذرات وشظايا الصورة المتناثرة المبعثرة لتشكل فى نهاية الدوران فى مجال الجاذبية الشعرية لوحات ملونة فى فضاء رصد الكون وكائناته
لما يري وما لا يري من كائنات تنبض بالحيوية، وكذلك الحياة أو سكونية الأشياء فى صمتها الموحي المتجلى وما يضخه هذا الصمت فى الحواس من معان وفيوضات ترتشف منها اللغة الشعرية رحيقا للرؤية وتنحت نارا خضراء للإشراقات الشفافة
(فى طية هذا التجذير لصدقية الرؤية تتواشج وتتناسج مراحل الرؤية الشعرية وتكتسب ديمومة الدفق "الدينامكي" المتوثب الذي يوسع المدي الجدلى والرؤيوى لبصر وبصيرة الشاعر فإذا الكائن (المسمى (الشاعر) هو كائن غير الذي يعرفه البشر العاديون مخترق ومغامر محترف ومسافر من صعود إلى صعود فى دورة تبدأ انطلاقها من العادي والجزئى والبشري بكل نزواته وحماقاته وانتكاساته ونكوصاته وثقل كثافته أي ما فوق العادي والكلي وما فوق البشري بكل تسامياته وذرواته وبياض شفافيته
(وبقدر ما تحمل رؤية الشاعر من فكر ومراكمات للخبرة النوعية المبصرة واندفاعات كيفية الارتفاعات الأفكار والمعاني وتوثباتها من العابر والمؤقت إلى الدائم والخالد.. يضمن الشاعر صيرورة للرحيل عبر الزمان والمكان وصيرورة للدوام والخلود وبعبارة الدكتور زكى نجيب محفوظ فإن الشاعر حلقة وسطى بين عالم المعاني الخالدة من ناحية وعالم الحياة الجارية من ناحية أخري ينظر إلى اعلى ليكتسب الصور فى أبديتها ودوامها وينظر إلى أسفل ليري تيار الحياة الواقعة كما يجري
فى ضوء هذا الاستهلال فإن مرتكزات الرؤية الشعرية عند الشاعر اشرف ابو اليزيد تمحورت حول سبعة أركان وسبع زوايا مثلث وجسدت مكونات هذه الرؤية وتطور مراحلها وتصغير تناسجاتها وتواشجاتها مع الأشياء والكائنات
من خلال ديوان "ذاكرة الفراشات" يحاول الشاعر أشرف ابو اليزيد الإفلات من المعضلتين" الكائن المنظور- والمصيدة / تحدي التياربالعضلات والقوة الجسمانية وفى نفس الوقت تكريس الحكمة لترويض جبروت قسوة الشرانية

الخروج من الأسطورة
ديوان "ذاكرة الفراشات" يحاول الشاعر فيه الابحار فى جغرافية السفر وتاريخيه الرحيل كاسيا رؤيته الشعرية بزمكانية الأسطورة الخارجة من رحم الواقع المبطن بقسوة الحياة ومفسحا المجال للأسطورة الموازية بمستوياتها التراثية والرمزية واشتباكات و"تقطيعات" هذه المستويات مع المعاش والمحسوس والملموس
(فى ذاكرة الفراشات هناك ذكر للأسماء والأشياء والأمكنة والكائنات: البوم والسنبوك والشوعي (أسماء سفن) اللخمة والدول (حيوان بحري شرس) الرماي (حيوان له شوك كالمسامير) السندباد / قابيل / النهام / الهند / باريس السبب (إلى حبل السيب وهو حبل طويل يربط به الغواص عندما يهبط إلى الأعماق / الديين (وطاب للمحار) بمباديء / الأف ليلة / شهر ذاد / الترك / الألمان / طيبة / التتار / حراء / الشمري / الجزيرة / الغزاه / الجراد / سدوم / روما / أنباء نوح / الغراب / أمنية / خليفة (الجار الأعمي) الرئيس / الطواش (تاجر اللؤلؤ) / المهاري (الضائعين وسط أمواج الخليج / خدام (المكص) إحدي لعب صبيان الحارات القديمة فى الكويت / الباب المقصود به الباب الشعبي القديم : أبو خوخة / نجد / يوسف / دارين / اليمن / زنجبار / زنوج إفريقيا / المكلا / لعبة الداما / وغيرها
فى "ذاكرة الفراشات" يطلق الشاعر مخزون الذاكرة ليحاور المرئيات فاستدعى المعنى الضرير ثم ألغي إمكانية الجغرافيا الراهنة (أو البعدين الحاليين للزمان والمكان فكان هناك قابيل والغراب / وهولاكو والتتار / والغزاة والجراد / وشهريار وشهر زاد / وطيبة والهند/ ويوسف وأمنية / والسندباد والنهام / وسدوم وأنباء نوح... إلخ
وهذه الصورة الشعرية التى شكلت محور الصراع للتناقض والتضاد بين الأسماء والأشياء والكائنات هى نفسها التى بلورت الموقف او المواقف التى أثارتها التجربة المثيرة عند اشرف ابو اليزيد
(هذه النظرة الجمالية لدي ابو اليزيد تتجول حول):
خلط رؤية الفنان بألوان الرؤية الشعرية
استخدام عنصر التشكيل الموسيقي كأنه طين صلصالي لرسم جسد المرآة في اللوحة الشعرية
ربط جسد المرأة بجسد الطبيعة (الأرض وزينتها)
وهذا يفضى إلي المرتكز الخامس الذي يمكن تسميته مرتكز "البرانية" و "الجوانية" والعلاقة بين البعدني البرانى (ك / غلاف أو أديم) والجواني (ك / جو هري مشع في الداخل) ومدي التماهي المتداخل بينهما وبذلك يمكن تفسير رؤية ابو اليزيد التي تتغزل بجسد المراة (الارض) ثم تختزل الغزل وهي تعرج إلي مرتقي الحكمى واختراق جمالية الجزئي إلي "جلال" المكنون المرمز. ولا يعبر هذا الموقف عن تناقض في الرئوية بقدر ما يكمل دائرة التجلي مع الرؤية واتمام مرتفعات وتعرجات بنيانها الدائرة بحيث تحوي هذه المرتفعات والتعرجات "الذري الدرامية" المشحونة بالحكمة المقطرة مجسدة بجدلية الحياة /الموت، والموت / الحياة (المرتكزات السادس) في تكاملية رؤية "البراني" و "الجواني"
وهكذا فإن اشرف ابو اليزيد ينتقل من الحي الشهواني التجريدي (البراني)/ إلي الشفاف والمطلق التجريدي (الجواني) (المرتكز السادس) ضاغطا الحواس الخمس في "كبسولة" الحدس المكثف الذي يقطر الحكمة في بللوريتها وشفافيتها البيضاء الخالصة.
يقول في قصيدة :عيون بليغة
على برزخ من الشوق كانت تنتظر
كلما عبر اليها
سقطت قدماه فى لجة الدهر
ليت بلقيس تعبر
برزخ الوهم والعطب
فى كفيها خطان للعمر والعشق
انت السائروالحائر بينهما
مد يديك ولاتخش الغضب
مد يديك يساقط الرطب!
(المرتكز السابع : الدائرة الجدالية)
(تصغو رؤية أشرف ابو اليزيد عبر
تكثيف التجريدية وشفافيتها
تقطير الحكمة تقطيرا فلسفيا
الاندماج والامتزاج بالكلى المشع المختزل
يقول فى قصيدة رسالة:
اخوة الدرب والعمر ايها الاصدقاء
وطنى دمى
والبحر وريد
والشريان نهر
وانتم الموزعون على الارصفة
كيف اسافر دونكم؟
كيف اجد حياتى بعيدا
عن الصباح الذى اضأناه معا
والليل الذى رسمنا نجومه وداعبتنا اقماره؟
كيف تجدون حياتكم من دونى
انا الذ احبكم!
ظاهرة أعمق من جوفه
(من قصيدة : الوحش القديم "/ ديوان "خرائط البرق"
(الوحش الجديد: هو نفسه الوحش القديم علي "أمنا الأرض" بقبضة الجبروت التكنولوجي المعجون بـ "النار الشريرة"
(والكهف هو الكهف لكنه اتخذ هذه المرة شكل بيت العنكبوت الإلكتروني
إن رؤية اشرف ابو اليزيد الشعرية تشف بالتجريد .. وتتجرد بالشفافية مصورة جوانب وتضاريس الدائرة الجدلية التي تثبت أن سيزيف الجديد هو ذاته سيزيف القديم مع تعديل في مكونات الصخرة تبعا لتباين عنصر الصراع بين الكائنات في الغابة الواسعة وهو يقول فى قصيدة لص بغداد
فى كل يوم
يهب العشرات حياتهم
من اجل جمجمة تختبىء
فى الخوذة الصدئة
ومراسل يصف الموت
الذى يغشى العيون
الفتاة الصغيرة لم تكتمل
تحت الانقاض صرختها
والصبى لم يكمل الفكرة
بعد ان زالت الراس
والام التى استعدت لهما بالخبز
أخذت مكانها فى التنور
الذى يمسح بكف الموت
وجه الخريطة
كيف تنجو مدينة تحترق
بين لصين

وفى قصيدته قرب الربع الخالى يرمز ابو اليزيد الى
الهزلية العربية الحالية
الخير المنطوي على الضعف
فيقول
ليس وحده قرب الربع الخالى او بعيدا عنه
بل ذلك الشخص فينا جميعا
كتاب الشعر والاغنيات
كتبت الاعمده والتحليلات
ضيوف برامج الحوار والانهيار
رسامو المساخر
وحمالو المباخر
وزجاجات العطر ياولد
هذا هو قانون القوة وهذا ذات القانون الذي يكرسه المؤرخ البريطاني الأشهر "ارنولد توينبي" عبر ما يطلق عليه صفة (المنحنى الهرمي للدورة الحضارية) وهو يشبه المنحنى الدرامي الذي يبدأ من نقطة الصفر ثم يقفز فى خط تصاعدي نحو الذروة ثم يهبط مرة أخري ليعانق الأخول والذبول
لكن الوحش الكامن فى الإنسان هو الذي يرغب لعبة الصعود والهبوط للمنحرفين والسالكين والمتورطين فى دراما المنحنى الهرمي وهو يقول فى ذات القصيدة
يدفن فى الرمل افكاره
لكنه لايرى الصحراء
وينتظر كل ليلة عقب نشرات الاخبار
التى تضع الجماجم فى وعاء الثريد
خبرا عن برنامج (سوبر ستار)
(من قصيدة الصراع المختفى / ديوان "حداء الهودج
والصراع المختفى او الخفى هو فى حقيقته صراع علنى لكن الوجوه والأقنعة تختلف باختلاف العصور وتلون" النص الدرامي حسب طبيعة كل عصر وبراعة الذئاب والأفاعي فى إحكام الأقنعة على وجوهها ذلك أن قاون القوة يمكن صاحبه أو محتكره من أن يفعل بالضحية أو بالضحايا ما يشاء كيف يشاء وهو هنا يقول من قصيدة "باعة الظل"
أنزف مثل كتاب يحترق
تحت سماء الظل
نحن باعة الظل
نعبر التاريخ فوق بساط الخطيئة
وبينما نطير
نسقط منشورات تحمل صورنا
لم يبق على البساط شىء لنا
لم يبق من الظل شىء لسوانا
المرتكز الثالث: جذور الهم القومي
عايش الشاعر أشرف ابو اليزيد حقيقة الهم القومي وتقلبات المد والجزر للعروبة وحلم الوحدة العربية بدءا من صعود نجم الأمة العربية الموحدة من المحيط إلى الخليج ثم سقوط مراهنته على الفردوس العربي الموعود الذي ترفرف أعلامه وبيارقه على سترية الوحدة للحلم فكانت ذاكرة ابو اليزيد الشعرية مسكونة بكل الأبعاد التاريخية التى تشعل جذوه الحلم العروبي وتوقد " ناره المقدسة" من دماء شهداء ذلك الحلم وبما أن الشاعر العربي حسب عبارة المفكر الناقد مطاع ليس مغنيا عاديا ليس لاعب ألفاظ وقواف أو ساحر ألغاز ومعميات بل أنه معاناه التحدي الذي يطرحه المشروع الثقافي فى العربي كهم وجدانى جماعي لا يمكنه ان يفر منه لا ينحرف عنه ولا يريم عن التحديق فى لحظة النور المتحدي الذي يصلبه دائما على نقطة التقاطع بين التاريخ والواقع بين تراث القول الجماعي المستمر وبين فردانية التعبير المكتوب فإن ابو اليزيد عندما كان ينشد قصيدته "اصدقاء الرياح" فإنه كان يغني ذاته المفردة وذاته الجمعية فى نفس الوقت ذلك ان النقطة المشتركة بين الطرفين: الذات المفردة والذات الجماعة أي الذات المعبرة عن أشواق الناس والجماهير مثلتها أرضية الحلم القومي الذي يتوق إليه الفرد وتتطلع وتطمح إليه القاعدة الجماهيرية العريضة
وعن هذا الأساس فإن ابو اليزيد يمزج الجزئي بالكلى والأني بالثابت الراسخ فى ذاكرة التاريخ فيقول فى قصيدة "اصدقاء الرياح"
نأتى باحثين عن الشجرة الاولى التى
علمتنا حنان الظل الاول
الرياح تمسح الحدود بيننا
تشعل النار وتطفئها
وتعمى عيون الغرباء
تهز النخل
يلوح لابناء السماء
بحفنة من التمر والعشق
وحين يسطع قمر الالم
تصادقنا الرياح فترسل لنا
نحن التائهان فى راحة الغياب
رائحة الاهل
ونجد قمة امتزاج الذاتى بالكلى فى قصيدة "رسالة"
أخوة الدرب والعمر ايها الاصدقاء
وطنى دمى
والبحر وريد
والشريان النهر
وانتم الموزعون على الارصفة
كيف اسافر دونكم
كما يقول ايضا فى ذات القصيدة
ساذكركم
بالطرق التى عبرناها ألف يوم ويوم
بالمقاهى التى انصتت لثرثرات ومعارك
بالغرف التى اتسعت لإيلوار ولوركا وحكمت ونجم
واحلامنا
بالفتيات اللائى ألقين رسائلهن
فى شرفات كتبنا المستعارة
بالمظاهرات التى رددت هتافاتنا
ليسقط الالم ! ويحيا الالم
ومخاضات الصور الأول
(ابو اليزيد يتفرس فى جيو-تاريخية الذاكرة التراثية ورموزها ومجلياتها وهو يصور بغداد من خلال قصيدة "لص بغداد" متكأعلى جذع شجرة الذاكرة التراثية فى القصيدة نافذا ببصيرته إلى فحوي الصراع الممتد عبر الزمكان وهو يلملم شظايا صورة شعرية مغموسة فى دم القلب قائلا
فى كل يوم
يهب العشرات حياتهم
من اجل جمجمة تختبىء
فى الخوذة الصدئة
ومراس يصف الموت
الذى يغشى العيون
الفتاة الصغيرة لم تكتمل
تحت الانقاض صرختها
والصبى لم يكمل الفكرة
بعد ان والت الرأس
والام التى استعدت لهما بالخبز
اخذت مكانها فى التنور
الذى يمسح بكف الموت
وجه الخريطة
كيف تنجومدينة تحترق
بين لصين!
يا قدس إن حياة الناس قد وجدت
غزو يبرره من ظافر ظفر
تجمع الشر من شتي مخابئه
كما تجمع فى المرجدمة الحجر
والشر ياخذ فى شتى مراحله
أزياء وله ألوانه الأخر
مرة يكون الشر اسمه شايلوك ومرة يكون اسمه بن جوربون ومرة ثالثة يكون اسمه نتنياهو تعددت الأسماء والشر واحد

(جسد المرأة ........ جسد الأرض)

ما هى نظرة ابو اليزيد إلى المراة إنسانيا وشعريا ؟
وكيف تتعامل رؤيته الشعرية مع الجسد الأنثوي؟ وهل ثمة علاقة بين الجسدين جسد المرأة وجسد الأرض؟
يحول الشاعر اشرف ابو اليزيد جسد المرأة إلى جسد مفعم بموسيقي التواصل الإنساني ذلك أن جسد المرأة يغوى الرؤية الشعرية يرسم "الحوار" بين الحواس المفتونة بجسد المراة عبر دفعات صورية بصرية تستقر فيها اللوحات الشعرية نابضة بشهوة الحياة لكن لا يبين دور الفنان فى اختفاء البعد الفنى على جسد المرأة وأعضائه بل إنه يغري افتتانه به إلى السبب الرئيس "الكامن" او المختفى وهو "ابداع الرسام" ودورا الايهام فى إحاطة الجسد الأنثوي بالفتنة كما يقول فى ديوانه "ذاكرة الفراشات"
لا ازعم انى ثائر
فالثورات تشيخ،
وانا معك
استعيد طفولتى
بذلك الوجد من إبداع رسام
من قصيدة: مائة رسالة اليها / ديوان ذاكرة الفراشات
وتعتري ابو اليزيد ذات الارتعاشة النشوانة حين تتواصل رؤيته الشعرية مع جسد الأرض مع إبراز الفروقات الخاصة به وكيفية امتزاج الكائن الإنساني ممثلا الجمال الأنثوي مع زينة الأرض من زهور وطيور وخلفيات هذه الزينة من نجوم وألوان فاتنة للطبيعة
لا يعنينى ان اغير التاريخ
او ابدل العهود القديمة
واحرفها
جئتك كى نكتب تاريخا آخر
أو نكونه

كما يقول ايضا
ما همى لو انى منفى
طالما لى وطن
فى قلب امرأة وحيدة


لسنا بحاجة الى الكلاشينكوف
والدبابات
والصواريخ
والالغام
والاسلحة النووية
يكفى ان نحذف كلمة الخوف
من قاموس البشر


الذين يبررون الثأر
فى لعبة تحرر الوطن
ويقبلون ادوار الديكتاتورية الصالحة
التى تلطخ بالدماء يديها
هم الاعداء

0 Comments:

Post a Comment

<< Home